النواعير Waterwheels

الناعورة: عجلة تصنع غالبا من خشب التوت تدور بقوة تيار مائي لنقل المياه إلى الأعلى أو لتشغيل الآلات ولا سيما الطواحين .

علاوة على وظيفة النواعير في منح مقومات الحياة ( الخبز والماء ) فلها وظيفة جمالية تجتمع على الاستمتاع بها كل من حاستي السمع والبصر ، فسكان المناطق الغربية في العراق  يعشقون ذلك الصوت الحزين الصادر من النواعير بسبب احتكاك محور الناعور الخشبي بوسادته الخشبية وهو يمتزج مع رؤية قطرات الماء تترشش من أعلى الناعورة مع منظر الطحالب النابتة على الجدارين الحاملين للناعور لتشكل هذه العناصر الحسية حالة فريدة من الجمال والشعور بالانسجام مع الطبيعة. تساعد هذه التركيبة الجمالية على التأمل وصقل الذوق ورفع نسبة الذكاء الرياضي والعاطفي معا، ما جعل المدن الغربية العراقية تخرج العلماء والأدباء حتى إن بعض الظرفاء يسمي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بـــ ( وزارة التعليم العاني والبحث الراوي ) .

يحمل الناعور المياه بوساطة أوعية (قلل) موزعة على محيطه تغرف الماء عندما تكون في الأسفل أثناء دوران الناعور صاعدة ثم تسكبه في السواقي في الأعلى عندما تنحني نازلة مرة أخرى، يسمى الوعاء عند سكان المناطق الغربية (قوق) ويصنع من الفخار أو صفائح الحديد المغلون مع الخشب. ويتناوب مع هذه الأوعية على محيط الناعور صفائح تصنع من الخشب أو جريد النخيل لتستقبل قوة دفع المياه الجارية في النهر تسمى (السريجة، جمعها سرايج) .

يدور الناعور على محور خشبي يسمى ( الجبة ) يستند من الجانبين على جدارين متينين ويكون بين المحور (الجبة) والجدار جذع خشبي محفور بحيث تركب عليه المحور دون أن يزحف يسمى (الوسادة، أو الجحش) .

 محور الناعور (الجبة) ووسادته

يشتهر نهر الفرات بكثرة النواعير المنصوبة عليه، ففي العراق تنتشر النواعير على ضفاف نهر الفرات الذي يمتد لمسافة 512 كيلومتراً داخل محافظة الانبار وتتمركز النواعير في عنة و راوة و القائم و الحديثة و هيت و البغدادي منذ مئات السنين إلا أن اغلب هذه النواعير قد اندثرت ولم يبقى منها إلا عشرون ناعور تقريبا وذلك بسبب قلة المياه في نهر الفرات نتيجة إنشاء السدود عليه .

وكذلك تشتهر مدينتا حلب و حماة في سوريا بالنواعير وهي تختلف في شكلها عن نواعير غرب العراق كما موضح في الصور .

 نواعير حماه

نواعير غرب العراق

يصنع الناعور في العراق من خشب شجر التوت، وتبني النواعير على ارض فسيحة، ثم تفكك ليجري نقل أجزائها إلى الموقع الذي ستنصب فيه، وهي تتألف من 24 عوداً، ترمز لأحرف "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وهي أيضاً ترمز لعدد ساعات النهار.

تسمى النواعير في مصر ( السواقي ) وتوجد في محافظة الفيوم . كما توجد في أوربا طاحونة مياه في بلجيكا على نهر آوثر .

 

وفي ضجيج الدعوة إلى الرجوع إلى الطبيعة الأم والحفاظ على البيئة والطاقة البديلة نعجب إذ نجد النواعير تكاد تنقرض وهي تحقق هذه المعاني على احسن وجه علاوة على السمة الجمالية الجاذبة للسياحة، علاوة على آثارها الإيجابية  النفسية والعقلية . أقترح على كل دولة تمتلك تيارات مائية متدفقة أن تهتم بهذا الجزء المنسي من الخير والجمال .