الأحد، 6 يوليو 2014

منتجات الغابات غير الخشبيّة Non-wood forest products





منتجات الغابات غير الخشبيّة
Non-wood forest products

أ‌.     د. لطفي إبراهيم الجهني
معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة و المياه و الصحراء، الرياض، جامعة الملك سعود
Ljuhany@ksu.edu.sa
Authors
Professor of Forestry
Prince Sultan Institute for Environmental, Water and Desert Research,
King Saud University,

مقدمة
تساهم الغابات مساهمة فعّلة في توفير الاحتياجات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة للفقراء من سكان المناطق الريفيّة، إذ تمدهم بالأخشاب التي يستخدمونها في أغراض البناء والإنشاءات المختلفة، والحطب للطهي و التدفئة، و توفر لهم بعض الأغذيّة المكمّلة لوجباتهم الأساسيّة، وكذلك العلف لحيواناتهم، و الدواء لمرضاهم، فضلاً عن الزيت والصموغ و المطّاط و المشروبات. و ذلك مما يتيح فرصاً للعمل و الكسب، و ربما دخلاً بالعملات الصعبة لبعض البلدان الناميّة. وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعض منتجات الغابات غير الخشبيّة.


حطب الوقود
يعد الحطب المصدر الرئيسي للطاقة في البلدان النامية، حيث يعتمد أكثر من 2000 مليون من البشر على الحطب في طهي الطعام، و في أغراض أخرى حيويّة مثل غلي الماء، و تجفيف الشاي، و صنع الطوب. و في سنة 1980 م عَجَزَ 1300 مليون نسمة في الحصول على احتياجاتهم من الحطب، و يحتمل أن يصل من يعانون من نقص الحطب بحلول عام 2000 م إلى ما يقرب من3000 مليون نسمة.
و تبلغ كمية الأخشاب المستخدمة في الوقود ثمانية أضعاف الكميّة المستخدمة في الأغراض الصناعيّة. و قد أصبح جمع الحطب يستغرق وقتاً أطول في المجتمعات الريفيّة لنفده من المناطق القريبة، و ذلك على حساب الأنشطة الأخرى. و بتناقص إمدادات الحطب يتحوّل الناس إلى بعض مصادر الوقود الأخرى مثل القش و روث البهائم بدلاً من استخدامها كعلف للحيوان وكسماد طبيعي للتربة مما ينعكس في صورة تدهور في إنتاجيّة الحيوانات و الأرض الزراعيّة. وللتغلّب على مشكلة تناقص إمدادات الوقود وتلبية احتياجات السكان الحاليّة و المستقبليّة منه لابد من تطبيق أساليب إداريّة جيدة تشمل المحافظة على مناطق إنتاج الحطب، و تنظيم الاحتطاب فيها، و استغلاله بطريقة اقتصاديّة و تحسين أساليب تسويق الحطب و توزيعه.
علف الحيوان
تعتبر الأوراق و الفروع الغضّة للكثير من الأشجار و الشجيرات ذات قيمة غذائيّة عالية لأنواع مختلفة من الحيوانات. و معظم الأشجار و الشجيرات المنتجة للعلف تتحمّل الظروف البيئيّة القاسية، و لذلك تسمح بالرعي في مناطق لم تكن صالحة للرعي لولا وجودها. فأشجار Acacia albida (Falhida albida) توفّر ما بين 30-40٪ من مجموع الأعلاف الحيوانيّة في موسم الجفاف بمنطقة السهل السوداني في إفريقيا حيث يعيش أكثر من 25 مليون من الرعاة و حيواناتهم. و قد أجريت في غانا دراسة بيّنت أنّ أوراق الأشجار و الشجيرات الغضّة تحتوي على نسبة من البروتين تبلغ من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه الحشائش المتوفّرة هناك. و زراعة الأشجار للاستفادة بأوراقها وأغصانها كعلف للحيوانات تعتبر الوسيلة الأكثر نجاحاً للاحتفاظ بالحيوانات في الأراضي المنزرعة بكثافة بالمحاصيل الغذائيّة. و لذلك فزراعة الأشجار يمكن أن تحل مشكلة العلف المتفاقمة التي تواجه الرعاة و المزارعين على السواء بإمداداتها المضمونة من الأعلاف ذات القيمة الغذائيّة العالية للحيوانات.

الغذاء
تشكّل الأغذية المنتجة من الغابات و البساتين الطبيعيّة جزءاً كبيراً من الوجبات الغذائيّة لسكان المناطق الريفيّة في البلاد النامية.
و تعد أوراق الأشجار من أكثر الأغذية الحرجية انتشاراً، فهي تستخدم في الحساء وفي أطباق غذايّة معيّنة، أو كتوابل تضيف نكهات خاصّة للأغذية الأساسيّة مثل أوراق الكافور والّلوري. و تحتوي أوراق بعض الأشجار على نسبة عالية من البروتين، وأخرى تحتوي على نسبة عالية من الدهون و معظمها مصادر جيدة للفيتامينات و الأملاح المعدنيّة. كما تتميّز بذور الأشجار
و ثمار النقل و الجوزيات باحتوائها على نسبة عالية من البروتينات و الزيوت و الدهون و بالتالي السعرات الحراريّة. فيمثل زيت جوز الهند على سبيل المثال 7 ٪ من مجموع الاستهلاك العالمي من الدهون، كما يعتبر الساجو Metroxylon sago المستخرج من نخيل الساجو في جنوب شرقي آسيا الغذاء الأساسي لعدد كبير من السكان. و قد عرف الساجو منذ عصور قديمة كمصدر للنشا، و يعتبر نشا الساجو وجبة مغذيّة إذا ما أكلَ مع السمك أو اللحم أو الخضروات، و هو من الأغذية التي تمدّ الجسم بطاقة عالية، فمائة جرام منه تحتوي على 12٪ ماء تنتج ما يقرب من 553 كيلو كالوري من الطاقة، ومنه يصنع دقيق الساجو و برغل الساجو "الأرز الصناعي".
و تستخدم بذور بعض أنواع الأشجار بعد تحميصها للتسالي مثل ثمار النقل و الكاجو     “Cashew nuts و هو المستخرج من أشجار "البلاذر" Anacardium occidentale التي تزرع في البرازيل و شرق إفريقيا و الهند خصيصاً لإنتاجه. أمّا جذور الأشجار فهي مصدر للكربوهيدرات و الأملاح المعدنيّة، كما تعتبر مصدراً جيداً للماء أثناء فترة الجفاف، لقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة. ففي بوتسوانا تستخدم بعض القبائل نباتات معينة كمصدر لمياه الشرب مثل الدرنات الجذريّة لأشجار Raphionacme burkei و Coccinea rehmonnii.
و يزداد الاعتماد على الأغذية المنتجة من الغابات دائماً قبيل موسم حصاد المحاصيل الغذائيّة، و عندما يكون حجم الإنتاج الزراعي أقل من احتياجات السكان. و تستخدم الأغذية المنتجة من الغابات كمكملات للوجبات الأساسيّة في كل الأوقات.
و في أوقات المجاعة يلجأ السكان إلى الغابات كمصدرٍ للغذاء، ففي منطقة السهل الإفريقي يستهلك السكان جذور أشجار "الباوباب" Adenosonia digitata كغذاء في فترات الجفاف. كما تزرع الحدائق المنزليّة بكثافة في جاوا بإندونيسيا وفي نيجيريا لاستخدامها كمصدرٍ للغذاء، خاصة في حال الحيازات الصغيرة مما يستدعي إيجاد مصادر إضافيّة مكملة للإنتاج الرئيسي و هو الأرز. و تحتوي تلك الحدائق على خليط من أنواع الأشجار و النباتات الأخرى، فقد يكون من بينها أشجار الفاكهة وجوز الهند و قصب السكّر و بعض الأعشاب و التوابل و الخضر و غيرها لسد الاحتياجات الغذائيّة بالإضافة إلى الأعلاف و الحطب لزيادة الدخل.

الدواء
عرف الإنسان الفوائد الطبيّة لبعض النباتات و منها الأشجار منذ أقدم العصور ، و لا يزال معظم سكان العالم حتى يومنا هذا يعتمدون على المنتجات الطبيعيّة في العلاج من الكثير من الأمراض، حيث تمثّل هذه المنتجات الدواء الوحيد لما يقرب من 75-90٪ من سكان الدول النامية. و معظم العقاقير التي تنتجها شركات الأدوية حالياً هي في الواقع ذات أصلٍ نباتي، و إن جرى تخليقها فبتقليدٍ للمواد الفعّالة و طريقة تركيبها في أصلها النباتي. و أكثر من ذلك، فحوالي 25٪ من المواد الفعّالة في العقاقير التي يوصي بها الأطباء في البلدان المتقدمة تستخلص من نباتات طبيّة طبيعيّة. و تستخرج المواد الطبيّة من كل أجزاء الشجرة تقريباً، الثمار و الأزهار و الأوراق و السوق و اللحاء و الجذور.

الصمغ
الصمغ هو مركّب معقّد من عديدات التسكّر، و من مميزاته ذوبانه في الماء. و يستخدم الصمغ في أغراض كثيرة، أهمها: صناعة الأغذية، حيث يؤثر في لزوجتها و قوامها وحجمها، و في صناعة الأدوية، لتمتعه بخصائص مسكّنة، كما يدخل في صناعة الحبر
و الألوان و الطباعة و البخور و غيرها. و يستخرج الصمغ من النباتات الخشبيّة إمّا طبيعياً من شقوق القشرة أو صناعياً بعمل شقوق في قلف الأشجار و تجميع الصمغ منها باليد بعد فترة. و يعتبر الصمغ العربي أهم الأصناف التجاريّة على مستوى العالم
و يستخرج من أشجار Acacia senegal و laeto Acacia و Acacia mellifera، كما يستخرج من أشجار الخرّوب و البروسوبس. و يعتبر السودان المنتج و المصدر الأوّل للصمغ العربي في العالم، الذي يكوّن النسبة الأكبر في دخله القومي.

الراتنجات
يتميز الراتنج الطبيعي عن الصمغ بأنه لا يذوب في الماء. و تشمل الراتنجات الطبيعيّة أنواعاً عديدة، من أهمها البلسم، و يستخدم في علاج الجروح و الراتنج الزيتي، و يستخدم في صناعة العطور و المبيدات، و التربين، و يستخدم في وقاية الرسوم الزيتيّة، و الراتنج الصلب، ويستخدم في الطلاء، كما تستخدم الراتنجات في صناعة المواد اللاصقة و تثبيت الألياف في صناعة الورق و في صناعة الأدوية و البخور. وتستخرج الراتنجات من أشجار الصنوبريات و بعض أنواع الأشجار عريضة الأوراق.

الزيوت و المستخلصات
تشتهر بعض الأشجار و غيرها من النباتات العطريّة باحتوائها على زيوت يمكن استخلاصها و استخدامها في العديد من الأغراض. و من أهم الزيوت التي تنتجها الأشجار، زيت الكافور الذي يستخرج بتقطير البخار المتصاعد من أوراقه عند غليها في الماء أو من براعمه الغضّة. وتستخدم زيوت الكافور في الأغراض الطبيّة كالمعالجة بالاستنشاق و الغرغرة و المراهم، وفي صناعة الحلويات والعطور و المبيدات. و من أهم زيوت الكافور "زيت السترونيلا " الذي يستخرج من Eucalyptus citriodora و الذي يدخل في صناعات العطور و الصابون.و هناك زيت الهوهوبا الذي يستخرج من ثمار شجيرات الهوهوبا Simmondsia chinensis ، و زيت الجاتروفا Jatropha integrrima الذي يماثل النفط. 
   

منتجات و استخدامات أخرى
للأشجار أهمية كبرى في حياة الإنسان، فهي عديدة المنافع و الاستخدامات، و أكثر الناس معرفة بذلك هم سكان البلاد النامية التي تنمو بها الأنواع المختلفة من الأشجار. و تختلف استعمالات الأشجار باختلاف أنواعها، و باختلاف البيئات النامية بها. و من المنافع الأخرى للأشجار بالإضافة إلى ما سبق إنتاج عسل النحل، حيث يتغذى أو يغذى النحل على زهور أنواع شجريّة معيّنة معروفة بجودتها في هذا المجال. و من أهم الأمثلة على ذلك عسل الكافور و الأكاسيا الذي ينتج في أستراليا، و عسل الموالح الذي ينتج في مصر، و عسل السدر الذي ينتج في المملكة العربيّة السعوديّة ة اليمن. و من أفخر أنواع عسل النحل و أغلاها ثمناً هو عسل البتولا الذي ينتج في الجزر البريطانيّة.
و تعتبر تربية دودة القز على أوراق أشجار التوت من الصناعات القديمة لإنتاج الحرير الطبيعي في الصين و منها انتقلت إلى بلاد أخرى مثل مصر. و هناك صناعة السلال من فروع أشجار الصفصاف Salix sp. .
و تعتبر صناعة المطاّط من أهم الصناعات القائمة على منتجات غير خشبيّة للغابات، وهناك العديد و العديد من المنتجات التي يضيق المجال بذكرها.

استخدام الأخشاب في إنتاج الطاقة
قبل أزمة الطاقة التي برزت في السبعينيات، كانت الأخشاب المنشورة و الألواح المسطّحة والورقة هي المنتجات الرئيسيّة من الخشب، إلاّ أنه نتيجة لتلك الأزمة ومنذ ذلك الحين تزايد الاهتمام بإنتاج الطاقة من الكتلة الحيويّة للغابات بدرجة ملحوظة، فأصبح الخشب يستخدم في توفير الطاقة للتدفئة المنزليّة و للعمليات الصناعيّة والكهرباء. و اليوم يعتبر إنتاج الطاقة واحداً من المنتجات الرئيسيّة من الغابة. لقد كان تزايد أسعار النفط و الغاز الطبيعي بسرعة كبيرة أثناء عقد السبعينيات هو السبب في بروز الخشب كمصدر مهم للطاقة. فقد ازدادت تكلفة استيراد برميل النفط في الولايات المتحدة الأمريكيّة من ثلاث دولارات إلى 30 دولاراً.
قبل عام 1973 م كانت تصميم المعدات الصناعيّة يؤسس على حقيقة أنّ الطاقة رخيصة، لذلك فرأس المال المستثمر في عمليات التصنيع كان أكثر أهميّة من كفاءة الطاقة نفسها. فقد كان من المناسب اقتصادياً في أيام الطاقة الرخيصة تلك استعمال غلاّيات تعمل بالغاز الطبيعي لتسخين الأفران الجافّة بدلاً من إنفاق أضعاف ذلك عدة مرّات من المال في تجهيز نظام احتراق قائم على استعمال القلف و بقايا الخشب التي كانت متوفّرة. و رغم توفّر هذه البقايا بثمن زهيد جداً أو بالمجان إلاّ أنّ تكلفة آلات حرق الخشب جعلت استخدامها غير اقتصادي. و مع أنّ تكاليف الوقود السائل و الغاز الطبيعي قد انخفضت انخفاضاً حادّاً في عام 1987 إلاّ أنّ الخشب ظلّ مصدراً جذّاباً من الناحية الاقتصاديّة لإنتاج الطاقة اللازمة لصناعة منتجات الغابات. و قد كانت معظم مصانع المنتجات الخشبيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة اعتباراً من 1980 قد صممت لتكون الطاقة الحراريّة المستخدمة فيها ناتجة من حرق مخلّفاتها الخشبيّة.
و تتكوّن مخلّفات مصانع المنتجات الخشبيّة من قطع الخشب المسطّحة و المربّعة و المستطيلة و القلف و بقايا عمليّة قطع الخشب المتعاكس و نشارة الخشب. أمّا بقايا قطع الأشجار فتشمل القمم و الفروع و الأشجار الصغيرة.

المواد الخشبيّة المستخدمة في إنتاج الطاقة
هناك أربعة مصادر رئيسيّة للمواد الخشبيّة الأكثر استعمالاً في إنتاج الطاقة، و هي الأخشاب المستديرة من الأشجار النامية و مخلّفات مصانع نشر الأخشاب و بقايا عمليات قطع الأشجار وتقسيمها إلى كتل، و أخيراً المزارع الشجريّة. فالأخشاب المستديرة و مخلفات نشر الأخشاب مطلوبة أيضاً لإنتاج الألياف و الخشب الحبيبي. وبقايا عمليات قطع الأشجار و تقسيمها إلى كتل يمكن استعمالها من الناحية التقنيّة في إنتاج الخشب الحبيبي و الألياف، و لكن بسبب ارتفاع محتواها من القلف و بسبب احتوائها في الغالب على بعض الحصى و الشوائب الأخرى فإنه من الأنسب استعمالها لإنتاج الطاقة فقط.
إنّ استحداث زراعة أشجار الغابات في دورات مكثّفة قصيرة الأجل لإنتاج الكتلة الحيويّة فيما يطلق عليه "زراعات الطاقة" قد شدّ الانتباه في السبعينيات، و تمخّض عن ذلك الكثير من الدراسات و كذلك الانتقادات. و من الجدير بالذكر أنّه رغم وجود مثل هذا النوع من الزراعات في البلدان النامية من قبل، إلاّ أنه في الولايات المتحدة الأمريكيّة لم تتطوّر زراعات الطاقة تجارياً إلاّ أخيراً. و على الرغم من ذلك فتكاليف تنمية الخشب من خلال الزراعات قصيرة الأجل لغرض إنتاج الطاقة على ما يبدو لن تقوى على المنافسة مع تكاليف إنتاجها من الأخشاب الصلبة منخفضة القيمة النامية طبيعياً في معظم الشرق الأمريكي حالياً و في مناطق أخرى كثيرة من العالم.
و تعتبر مخلّفات نشر الأخشاب من المواد المرغوبة جداً كوقود للعمليات الصناعيّة، وذلك لتوفّرها داخل المصنع نفسه، أي ليس هناك تكاليف نقل، و غالباً ما تكون جافّة جزئياً. فبتقدير حجم مخلّفات مصانع الأخشاب في الولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1976 اتضح أنّ المتوفّر للاستعمال لإنتاج الطاقة في ذلك الوقت كان ثلث مخلّفات هذه المصانع فقط. إلاّ أنّ طريقة استخدام هذه المخلّفات قد تغيرت جذرياً بعد ذلك، حتى أصبحت هناك أسواقاً للقلف و نشارة الخشب بجانب المواد الخشبيّة الأخرى.
أمّا بقايا قطع الأشجار و تقسيمها إلى كتل (عادة تتم في الغابة) فإنها تمثّل مستودعاً هائلاً لإنتاج الوقود. إلاّ أنه بسبب صغر حجمها فإنّ عملية جمعها مكلّفة، لذلك فاستعمالها يعتمد على كفاءة أسلوب جمعها من ناحية التكلفة. و قد قدّر كل من Wahlgren و Ellis سنة 1978 أنّ هناك حوالي 105 مليون طن (وزن جاف) من بقايا قطع الأشجار من الممكن توفّرها سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحدها، كان يستعمل جزء ضئيل جداً منها في إنتاج الطاقة.
إنّ تقدير النمو السنوي الكلي للكتلة الحيويّة للغابة من الصعوبة بمكان، و الأكثر صعوبة من ذلك هو تقدير كميّة الكتلة الحيويّة المتوفرة لإنتاج الطاقة في المستقبل. و قد يصعب استعمال قدر كبير من الكتلة الحيويّة في إنتاج الطاقة بسبب موقعها أو مالكيها أو لاعتبارات بيئيّة. و مع ذلك فالبيانات المتوفّرة توضّح أنّ الكتلة الحيويّة من الممكن أن تساهم مساهمة فعّالة في سد احتياجات الولايات المتحدة الأمريكيّة من الطاقة. و بالطبع في الدول الأخرى التي تمتلك مساحات مناسبة من الغابات.
إنّ أهم العوائق التي تواجه استخدام الكتلة الحيويّة للغابة في إنتاج كوقود هو تكاليف جمعها. و من هنا تظهر الحاجة إلى استخدام آلات متخصصة في جمع سيقان الأشجار ذات الأقطار الصغيرة و نقلها. و بالفعل هناك بعض الآلات المتخصصة في ذلك و التي طوّرت و حسّنت بواسطة مصانع الآلات و شركات منتجات الغابات لأداء مثل تلك المهمة. فبعض الشركات تستخدم حالياً حاصدة الأشجار الكاملة Whole-tree chipper التي تستخدم لحصاد المجاميع الشجريّة لإنتاج عجينة الورق، إلاّ أنّها لا تناسب حصاد سيقان الأشجار ذات الأقطار الصغيرة.
إنّ أهميّة الخشب أو الكتلة الحيويّة للأشجار كمصدر للطاقة سوف تظل إلى أن تتطوّر بدائل اقتصاديّة لكل من النفط و الغاز الطبيعي. هذه البدائل قد تكون في شكل الانشطار أو الاندماج النووي أو الطاقة الشمسيّة أو تحولات الهيدروجين الكيموحراريّة. 


موضوعات المدونة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لنكن أصدقاء Let's be friends

your email بريدك:

Delivered by FeedBurner

تسليم بواسطة FeedBurner

تابعنا هنا follow

Translate

Mattress bed

Mattress bed Simple design inspired by nature an expression of love, dreams and romance  it is here AND Simple design inspired by nature a...